ورد اسم تثليث في كثير من كتب التاريخ والتراث القديمة مثل كتاب معجم ما استعجم للبكري وكتاب معجم  البلدان لياقوت الحموي وكتاب صفة جزيرة العرب للهمداني وغيرها وكل تلك الكتب تحدثت عن تثليث كبلد وكواد كبير وذكرت انه من أهم محطات القوافل لحجاج شرق اليمن وحضرموت ونجران وأن هذا البلد كان كثير المياه والقرى والسكان ، وقد استوطنت تثليث عدد من القبائل العربية القديمة مثل بني عقيل وبني نهد من قضاعة وقبائل مذحج القحطانية ومنها قبيلة مراد من  زبيد التي ينتمي إليها الشاعر الفرس والصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب الزبيدي الذي كان يسكن تثليث عندما ظهر الإسلام فوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم وحسن إسلامه ، وكان لذا الشاعر حصن ونخل في تثليث اد ذلك الكثير من المصادر التاريخية عند الحديث عن سيرته وفروسيته وسيفه الشهير ( الصمصامة ) الذي توارثه الكثير من الخلفاء وحدا بعد الآخر ، وعمرو شاعر مجيد ورد اسم تثليث في كثير من أشعاره ، ويوم تثليث من أيام العرب المعروفة بين قبيلة سليم بزعامة عباس بن مرداس ومراد بقيادة عمرو بن معد يكرب ، حيث يقول عمرو :

أعباس لو كانت شيار جيادنا                          بتثليث ما ناصيت بعدي الاحاسا

ولكنها قيدت بصعدة مرة                              فأصبحن لا يمشين الا نكاوسا

وقال ايضا :

بمعترك شط الحبي ترى به                     من القوم محدوس وآخر حادسا

وحبي وحبية أو الحبيا مركز حومي قائم شمال تثليث وتابع لمحافظة تثليث .

وقال عمرو في مناسبة أخرى:

الهفي بقرى سحبل حين اجلبت              علينا الولايا والعدو المباسل

وقرى منهل معروف اصبح الآن هجرة قائمة قرب مركز الحمضة ، وسحبل وادي لازال يعرف بهذا الاسم جنوب غرب قرّى.

وقال ايضا :

بنو كحيلة لا تحسبن حربنا                   سوق الحمير بجابة والكوكب

نصل الخميس إلى الخميس وانتم   بالقهر بين مربق ومكلب

وجابه والكوكب والقهر من جبال تثليث الشرقية ولا تزال تعرف بأسمائها القديمة كما هي.

وهناك شعراء كثيرون ذكروا تثليث في أشعارهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر محمد بن صالح العلوي حيث يقول:

نظرت ودوني ماء دجلة موهناً               بمطروقة الانسام محسورة جداً

لتونس لي نار بتثليث أوقدت                وتالله ماكلفتها منظر قصرا

وقال الأعشى :

وجاشت النفس لما جاء جمعهم               وراكب جاء من تثليث معتمرا

إن الذي جاء من تثليث تغد به              منه السماح وفيه الجود والغير

وقال مزاحم العقيلي :

فسارا من الملحين ملحي صعائد             وتثليث سيرا يمتطي فقر البذل

فما قصرا في السير حتى تناولا               بني أسد في دارهم وبني عجل

وقال سلامة بن جندل التميمي:

سأهدي وإن كنا بتثليث مدحة              إليك وان حلت بيوتك لعلعا

وقال كعب بن زهير :

لا الفينكم تعكفون تقيه                   بتثليث انتم جندها وقطينها

وقال الحارث بن عوف المري :

وبتثليث مذحج جدت الناس                كما جدت العضاة القدوم

وقال ابن مقبل :

كـأنهن الظباء الأدم اسكنها                ضل بتثليث أو ضل بدارينا

وقال حميد بن ثور الهلالي :

وما هاج هذا الشوق إلا حمامة              دعت ساق حر ترحة وترنما

إذا شئت غنتني بأجزاع بيشة                أو النخل في تثليث أو بيلملما

وقال طرفة ابن العبد يصف غيث:

بتثليث أو نجران أو حيث نلتقي              من النجد في قيعان جاش مسائله

ديار سليمى أن تصيرك بالمنى                 وأن حبل سلمى دان تواصله

وقال أيضا:

جرى منه جاش فالربوض فما رأى           هويل وأرعيل فالبردان

ول هذه الأسماء من توابع تثليث ولا تزال معروفة بهذه الأسماء.

أما تثليث في ماضيه القريب فقد عرف قبيل الدولة السعودية الثالثة على أن تجمع للقبائل القحطانية ، فيه يقيمون وعلى ضفافه ينتجعون ولا يفارقون إلا ريثما يعودون إليه وقليلا ما تركوه . يقول أحدهم :

يا نجد سامحني ثلاث اسنين          مادام تثليث زفا مرعاه

اصبر علينا دامنا مسنين             لين الحيا ينقاد من منشاه

حتى إذا جاك النذير بحين            تبكي على اللي ماتبي فرقاه

ويقول الآخر:

يسقي العفازة من صدوق المخاييل          مع جر تثليث تقافا سحابه

حيثه مرب للعنوز المغازيل                    جرد المها محسن تهيضع ارقابه

اشربت انا به شربة تالي الليل                مثل النهال اللي شروبه نهابه

ومن النافلة أن نقول أن أهل تثليث كانوا عنصرا فعالاً حينما وحد الملك عبد العزيز معظم هذه الجزيرة وكان منهم القادة الأوفياء و المعروفين، ولا عجب فهو الرجل الذي اكتملت فيه مقومات العبقرية للخلاص من التشرذم والضعف والجهل، لهذا كان أهل تثليث من السباقين الأوائل الذين طبقوا نظرية الاستقرار أو ما سمي بالهجر واستقرار البادية ، ولعل أول هجرة وثاني وثالث للإخوان  خارج منطقة نجد كانت في تثليث سنة 1333هـ وهذه مثبتة بوثائق وتواريخ مثل هجرة المدينة والمصبح والغزالة.  

 

                        

                             

 

 

وقع في دفتر الزوار

 

حول الموقع