وادي تثليث كان وما زال موطن حضارة واستقرار منذ الأزل وكل الدلائل تؤكد ذلك . ولعل أهم هـــذه الدلائل الآثــار التي تنتشر في كل مكـان مـن أرجاء الوادي الكبير وروافده العديدة وهي آثار لا يعرف لها تاريخ محدد ولكن معظمها يدل على إنها موغـلة في القـدم منذ العـصور الجاهلية الأولى . آثار يدل رسمها على أنها في صدر الإسلام وأخرى في عصور متأخرة.

ومن هذه الآثار بقايا الجدران الحجرية و أطلال قلاع وحصون طينية وسدود من الحجر والطين والرمال ومقابر جماعية و أبار يقال عنها الآبار الجاهلية وجداول مياه تجلب من أماكن إلى أماكن أخرى وما يعرف بآثار التعدين وهي كثيرة جدا كانت تستخرج منها أصناف من المعادن مثل الذهب والحديد والرصاص والفضة وذلك في العصور الجاهلية وفي عصر الدولة العباسية . ومن الآثار ايضا الكتابات والنقوش التي تنتشر بكثرة هائلة في جبال تثليث خصوصا جبال شرق تثليث وهذه النقوش والرسوم تتميز بالدقة والإتقان وتدل على عراقة وحضارة مزدهرة في عصرها وهذه الكتابات جميعها إلا ما ندر كتابات جنوبية حميرية وسبأية .

 

athr1-1.jpg (24210 bytes)

athr3.jpg (106652 bytes)

اضغط الصورة للتكبير

 

 

وهنا آثار مستوطنة قديمة في وسط حوض تثليث قرب منهل برودان ( البردان سابقا ) لم يبقى منها إلا أطلالها ورسومها ومساحتها في حدود كيلومتر طولا وحوالي 800 متر عرضا وكل جدرانها مدورة على شكل أسطواني وهذا النمط كان سائدا قديما إذ كانوا يحرمون المباني المربعة التي تضاهي شكل البيت الحرام في مكة المكرمة وظل ذلك التحريم حتى بناء عبد المطلب بن هاشم منزلا مربعا.

اما تلك المستوطنة الأثرية التي تبعد عن مدينة تثليث حاليا حوالي 25 كم جنوبا فيرجح أنها كانت المركز الحضاري الأول لوادي تثليث.

ومعروف أن تثليث كانت من أهم محطات القوافل المتجهة من شمال وشرق اليمن ومن حضرموت ونجران إلى الحجاز والشام وذلك في الجاهلية والإسلام وقد ذكر الهمداني في صفة جزيره العرب وصف لمحجه حضرموت حيث أشار إلى ثلاث محطات رئيسية هي الهجيرة التي تعرف الان باسم الجعيفرة وتثليث التي أخالها تقع آنذاك قرب منهل برودان وجاش القديمة وهي مليئة بالآثار منذ زمن سحيق وذات حضارة مستمرة حتى الآن .

وكل هذه المحطات الثلاث تقع على نسق واحد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي وينقل الناس هنا في أقوالهم التي يتناقلونها عن قدمائهم كابر عن كابر فيما يشبه الأساطير إن وادي تثليث قديما كان مليئا بالمياه والزروع والسكان وانهم يتناقلون خبر المواليد والأخبار الأخرى في أوقات وجيزة جدا من الجزء النجدي في الشمال إلى الجزء الحجازي في قمم الجبال وان ذلك بسبب كثرة السكان وازدحامهم ، الى ان أتاهم سيول مدمرة قضت على كل شئ .

ووادي تثليث كما هو معروف من اكبر . أطول الأودية الشرقية لسلسلة جبال السروات إذ يمتد من غرب ظهران الجنوب حتى وادي الدواسر شرقا بطول يتجاوز الأربعمائة كيلومتر ويرفده اكثر من ستين واديا من أهمها الأودية الثلاثة وهي وادي الثفن –وادي جاش – وادي الرسين وهذه الأودية الثلاثة التي ترفد تثليث على مسافات شبه متساوية من ناحية الغرب ربما تكون سبب في التسمية ( تثليث).

ووادي هذا شأنه من حيث الحجم والموقع والامتداد لا بد أن يكون مهدا لحضارات قديمة سادت في عصور غابرة ثم بادت في عصور أخرى ثم عادت للظهور مرة أخرى في عهدنا السعودي الزاهر خصوصا وان هذا الوادي العظيم من اكبر الأماكن ملائمة للتحضر والاستقرار لعدة أسباب أهمها وفرة المياه وخصوبة التربة واتساعها واعتدال المناخ .

                  athr2-1.jpg (46405 bytes)

athr4.jpg (160767 bytes)                       

اضغط الصورة للتكبير

 

 

المعـــــــــــــالم الأثريــــــــــــــة

1- قلعة الجعيفرة الواقعة بين الحمضة الامواه والتي تبعد 75 كم من مدينة تثليث وكــان سكانهــا من أسرتي ( عاديان ) و( سقم ) من قبائل مذحج القحطاني الأصل وهناك أطلال بيوت حجرية و أسوار وسدود وآبار قديمة في الموقع ذاته ( الجعيفرة ) الهجيرة قديما والقريبة من منجم الذهب في ( الحمضة ).

2- الموقع المعروف نجد الرحى الواقع على بعد 5 كم شرق برقاء جاش في أعلى شعيب العاصد وهو عبارة عن أطلال بيوت حجرية قديمة و أواني حجرية كالرحى والصحون وغيرها وكذا آبار منحوتةفي الصخور ربما تكون مناجم قديمة لاستخراج المعادن الثمينة والجدير بالذكر أن ألوان حجارة هذا الموقع غريبة في لونها الناصع البياض والاحمرار والأرجواني وقد زارها المستشرق الإنجليزي فيلبيس .

3- أبو ديام ويقع غرب بلدة جاش على بعد 5 كم تقريبا ومنه أطلال غرب قديمة ومسجد صخر كبير في الجبل القريب منه وهناك على طول امتداد وادي جاش وتثليث بقايا بيوت مبنية من الطين والحجارة بعضها قديم جدا لا يعرف عنها أي شئ , وكان الصحابي الجليل عمر بن معد يكرب الفارس والصحابي الجليل حصن ونخل في جاش وهو من قبيلة ( مراد ) من زبير بن كعب بن الحارث ومنهم أسرة عبدالمدان الذي امتد ملكهم من ضواحي جاش وتثليث حتى نجران .

4- جرف علياء الذي يقال أنع كان المكان المفضل لعلياء التي احبها زيد الهلالي في قصص السيرة الهلالية.

6- مساحة شاسعة تقدر ب10000 كم مربع من الجبال والاودية شرق محافظة تثليث بثلاثين كيلو متر تمتلي بالنقوش والتصاوير بلغات مختلفة وقديمة جدا .

 

 

منظر لبيت طيني في محافظة تثليث عمره اكثر من 80 عام

      

العوده  

 

This Site Tracked by WebTrendsLive.

       

                                                                                                                                                

وقع في دفتر الزوار

 

حول الموقع